هوس التجميل والوصـول للكمـال !!

بحكم مجالي المتخصص في التجميل , ومقابلتي للعديد من المراجعين ينشأ هنا دوري في التوعية لتجنب الوصول الى اخطر المراحل النفسية وهي هوس التجميل والوصول للكمال

بطبيعة الانثى انها هي أيقونة الجمال في المجتمع، فالاهتمام بالجمال والأناقة فطرة خُلقت داخلها، لذلك تهتم المرأة بشكلها لتُظهر جمالها الحقيقي، كما أن اعتناءها بجمالها لا يتطلب منها أكثر من الاهتمام.

لكن عندما يتحول هذا الاهتمام إلى هوس مبالغ فيه، يصبح الموضوع مقلقًا وقد يتحول إلى مرض، وذلك من خلال التردد على أطباء التجميل بشكل متكرر ودوري، لإجراء عمليات تجميل تُغيّر من شكلها، لتتحول إلى امرأة أخرى بدلًا من أن تُظهر جمالها الفطري والمميز.

هوس التجميل ظاهرة تفشت في مختلف المجتمعات، و هناك من يعانون حالة هوس وإدمان جعلتهم يترددون بشكل متكرر على أطباء التجميل لإجراء تغييرات في الشكل.

لذلك وجب التحذير من الدخول في هذه الدائرة بهوس، إذ لا يمكن الخروج منها بسهولة، وقد تصل في النهاية إلى الحصول على مظهر مصطنع لا يمت لشكل الشخص الأساسي ابدا

والهدف التجميلي هو تعديل الشكل وتصحيح عدم التناسق، والحصول على مظهر مرتب، أو الحفاظ على الجمال مع تقدّم العمر.. باختصار التجميل وجد ليمنحك افضل نسخة من نفسك

أهمية التوعية بـ مخاطر هوس التجميل والكمال

التوعية عن هذا الموضوع هي مسؤولية المجتمع بمؤسساته المختلفة أيضًا، من وسائل إعلام، ووسائل تواصل اجتماعي، التي يمكن لها أن تؤدي دورًا كبيرًا من خلال إلقاء الضوء على ضرر عمليات التجميل، وأيضًا من خلال المؤسسات التعليمية وغيرها التي يجب أن تعمل دومًا على تعزيز مفهوم احترام الذات وتقديرها، بعيدًا عن المظهر الخارجي.

برأي أسباب الوصول لهذه المرحلة واضحة ويمكن تلخيصها في نقاط :

 

أولا ملاحقة ترندات التجميل والعزم على اجرائها حتى ان كانت لا تناسب ملامح الشخص

ثانيا الاعجاب بالمشاهير والفنانات والتقليد الغير مبرر لاي اجراء تجميلي يقومون بعمله

ثالثا نظرة المجتمع والسماع لتعليقات الاخرين يشكل بالفعل تاثيرا قويا على الأشخاص وعلى قرارتهم التجميلية

أخيرا التسويق والدعايات التي تروج لاجراء معين او حقن مواد معينة

ضغط المجتمع

يضع المجتمع المرأة أحيانًا تحت ضغط كبير لتكون جميلة، نتيجة اختلاف منظور الجمال في الوقت الحالي، ورسالتي اليوم لكل امرأة، “أنتِ جميلة كما أنتِ من دون الحاجة لأن تكوني نسخة من أحد، ومن الرائع أن يقول لكِ الأشخاص إنكِ ازددتِ جمالًا، بدلًا من “كأنكِ لستِ أنتِ”، إذ إن الرائج في عالم التجميل متغير، ومن ثم عند زوال موضة معينة ستشعرين أنكِ غريبة مرة أخرى عن المعايير الجمالية المطلوبة.

 ثقي بجمالك الفطري وأظهريه من خلال العناية والاهتمام وتحسين مايضايقك، وتذكري أن هدف التجميل هو إظهار جمالك الحقيقي، وإرضاء نفسك، والشعور بثقة وتقدير أكبر لذاتك.

كما أنه يجب أن يكون لديكِ وعي كامل بكل إيجابيات وسلبيات الإجراءات التي تريدين أن تقومي بها قبل الاقدام على أي اجراء تجميلي ، ومن المهم أن تتأكدين مما تريدين القيام به، فهو من أجلك ومن أجل إظهار جمالك، وليس للتشبه والتقليد أو من أجل الزوج والمجتمع، كوني مميزة بجمالك الطبيعي، وزيدي من ثقتك بنفسك فأنتِ جميلة في كل حالاتك، ولا تجعلي هذا الهوس يدمر ملامح وجهك الجميل، واخيراً الطبيب الماهر هو الذي يهتم بإظهار جمالك الحقيقي، وليس تغييرك.